يأتي كتاب “عندما ترتجفُ الأرض” ليشكل خطوة أولى للخروج عن فكرة أن قصص النساء غالباً ما يكتبها آخرين (كاتب/كاتبة) ينسجن حولهن القصص والروايات من وجهة نظرهن، حتى لو كانت منصفة تجاههن، وفي التعبير عما يعشنه، سيبقين بعيدات عن الحديث عن تجاربهن الخاصة والعامة بشجاعة، وسيبقى من يملك حق السرد يملك أيضاً القوة.
والأهم سيبقى السؤال لماذا لا تعبّر هي بنفسها عن نفسها بكتابة سرديتها هي؟! والإجابة بسيطة فعلاً وهي لما لا، وعند هذه الإجابة وقناعتنا بها، يمكن أن نجعل النساء شريكات بإنتاج المعرفة. فوجود تلك الأصوات المتحدثة عن نفسها دون وساطة أو فلترة، وحديثهن عما عشنه يشكل تحدياً، ويشكل أيضاً منبراً لتمكين إبداعهن، حيث تمتاز الكتابة الأدبية عن غيرها من أشكال الكتابة بفضح الخلل في العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بأسلوب شيّق، هي دائماً راصدة ومعبّرة وفاعلة في المجتمع. عدا عن كونها تعزز معارفنا جميعاً بواقع النساء وتبايناته، فالكتابة الأدبية تجتاز كافة الحدود وتعطي للنساء الثقة بأن يكتبن قصصهن، ويفسرن كل شيء من منطلق ذوات مستقلة.
الكاتبة والباحثة: هوازن خداج.
من كتاب “عندما ترتجف الأرض”